للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي الحديث: "إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج" ثم تلا هذه الآية: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ}. إلى قوله: {مُبْلِسُونَ} (١) (٢).

* أقوال العلماء:

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله: "ويخشى على العبد من خُلُقَيْنِ رذيلين: أن يستولي عليه الخوف حتى يقنط من رحمة الله وروحه، وأن يتجارى به الرجاء حتى يأمن مكر الله وعقوبته فمتى بلغت به الحال إلى هذا فقد ضيع واجب الخوف والرجاء اللذين هما من أكبر أصول التوحيد وواجبات الإيمان" (٣).

[فوائد]

[أسباب الأمن من مكر الله]

قال الشيخ السعدي رحمه الله: "وللأمن من مكر الله سببان مهلكان:

أحدهما: إعراض العبد عن الدين وغفلته عن معرفة ربه وماله من الحقوق وتهاونه بذلك فلا يزال معرضًا غافلًا مقصرًا عن الواجبات منهمكًا في المحرمات حتى يضمحل خوف الله من قلبه ولا يبقى في قلبه من الإيمان شيء لأن الإيمان يحمله على خوف الله وخوف عقابه الدنيوي والأخروي.

والثاني: أن يكون العبد عابدًا جاهلًا معجبًا بنفسه مغرورًا بعمله فلا يزال به جهله حتى يدل بعمله ويزول الخوف عنه، ويرى أن له عِنْدَ الله المقامات العالية فيصير آمنًا من مكر الله متكلًا على نفسه الضعيفة ومن هنا يخذل ويحال بينه وبين


(١) سورة الأنعام: الآية ٤٤.
(٢) أخرجه أحمد (١٧٤٤٤) والطبري في تفسيره (١٣٢٤٠) ويذكر أهل التفسير من الأمثلة استدراج الأقوام السابقة في النعم ثم يحل عليهم العذاب.
(٣) القول السديد للسعدي ص ١٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>