للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢ - قال الشيخ ابن عثيمين رَحِمَهُ الله: "والإيمان بها يتضمن أربعة أمور:

الأول: الإيمان بأن نزولها من عِنْد الله حقًا.

الثاني: الإيمان بما علمنا اسمه منها كالقرآن الذي نزل على محمد والتوراة التي أنزلت على موسى والإنجيل الذي أنزل على عيسى والزبور الذي أوتيه داود وأما ما لم نعلم اسمه فنؤمن به إجمالًا.

الثالث: تصديق ما صحّ من أخبارها، كأخبار القرآن، وأخبار ما لم يبدل أو يحرف من الكتب السابقة.

الرابع: العمل بأحكام ما لم ينسخ منها، والرضا والتسليم به سواء فهمنا حكمته أم لم نفهمها، وجميع الكتب السابقة منسوخة بالقرآن العظيم قال الله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} [المائدة: ٤٨] أي "حاكمًا عليه" وعلى هذا فلا يجوز العمل بأي حكم من أحكام الكتب السابقة إلا ما صح منها وأقره القرآن" (١).

والإيمان بهذه الكتب التي أخبرنا الله تعالى عنها في القرآن الكريم يستلزم الإيمان بأن نزولها من عند الله سبحانه وأن كلا منها كتاب الله تعالى وكلامه فيه النور والهدى وكلها داعية إلى التوحيد وتحقيق شهادة أن لا إله إلا الله فهي متفقة في الأصول وإن اختلفت في الشرائع قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: ٣٦]، وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: ٢٥].

وقد دعا الرسل عليهم الصلاة والسلام قومهم إلى ذلك كما قال عزَّ وجلَّ حاكيًا لنا قولهم: {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [الأعراف: ٨٥].


(١) شرح أصول الإيمان لابن عثيمين ص ٣٢، ٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>