للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يطلع على ذلك ملك مقرب، ولا نبي مرسل، والتعمق في ذلك ذريعة الخذلان، وسلم الحرمان، ودرجة الطغيان، فالحذر الحذر من ذلك نظرا وفكرا ووسوسة، فإن الله طوى علم القدر عن أنامه، ونهاهم عن مرامه، كما قال تعالى: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء: ٢٣] " (١).

وقال ابن عثيمين: "وهذا القدر قال بعض العلماء إنه سر من أسرار الله، وهو كذلك لم يُطلع الله عليه أحدا، لا ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا، إلا ما أوحاه الله عز وجل إلى رسله، وإلا فإنه سر مكتوم. قال تعالى: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا} [لقمان: ٣٤]. أو وقع فعلم به الناس. وإلا فإنه سر مكتوم، وإذا قلنا إنه سر مكتوم فإن هذا القول يقطع احتجاج العاصي بالقدر على معصيته. . ." (٢).

[٥ - ثمرات الإيمان بالقدر]

قال الشيخ ابن عثيمين: "وللإيمان بالقدر ثمرات جليلة منها:

الأولى: الاعتماد على الله تعالى، عند فعل الأسباب بحيث لا يعتمد على السبب نفسه لأن كل شيء بقدر الله تعالى.

الثانية: أن لا يعجب المرء بنفسه عند حصول مراده، لأن حصوله نعمة من الله تعالى بما قدره من أسباب الخير، والنجاح، وإعجابه بنفسه ينسيه شكر هذه النعمة.

الثالثة: الطمأنينة والراحة النفسية بما يجري عليه من أقدار الله تعالى فلا يقلق بفوات محبوب، أو حصول مكروه، لأن ذلك بقدر الله الذي له ملك السماوات والأرض، وهو كائن لا محالة وفي ذلك يقول الله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي


(١) شرح الطحاوية ٢٧٦. للاستزادة انظر فتاوى الشيخ ابن باز ص ٤٧٦، ٤٧٩. القضاء والقدر عمر الأشقر ٢٩/ ٣٦.
(٢) مجموع الفتاوى لابن عثيمين ١٠/ ١٠٠١. وانظر: القول المفيد لابن عثيمين ط ١ - ٣/ ١٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>