١ - قوله تعالى:{لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا}[الكهف: ٢١] قالوا: إن الآية قبلها تدل على أنهم ماتوا فاتخذوا مسجدا على قبره فقص الله عزَّ وجلَّ هذا في كتابه ولم يصحبه بما يدل على حظره فدل هذا على جوازه.
وقولهم مردود فإن أولئك القائلين ليس فيها التصريح بأنهم كانوا مؤمنين صالحين بل هم من جملة من قال فيهم رسولنا -صلى الله عليه وسلم-: "لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" وفي رواية: "وصالحيهم".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:"فبيوت الأوثان وبيوت النيران وبيوت الكواكب وبيوت المقابر: لم يمدح الله شيئًا منها، ولم يذكر ذلك إلا في قصة من لعنهم النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال تعالى:{قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا}[الكهف: ٢١].
فهؤلاء الذين اتخذوا على أهل الكهف مسجدًا: كانوا من النصارى الذين لعنهم النبي -صلى الله عليه وسلم-، حيث قال: "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" وفي رواية: "والصالحين""(١).
وظاهر الآيات في قصة أصحاب الكهف تدل على أن هروب الفتية أصلًا كان فرارًا بدينهم وفي قوله تعللى:{إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا}[الكهف: ٢٠].
قال الشيخ السعدي رحمهُ اللهُ: "وذكروا المحذور من اطلاع غيرهم عليهم وظهورهم عليهم أنهم بين أمرين إما الرجم بالحجارة فيقتلونهم أشنع قتلة لحنقهم عليهم وعلى دينهم، وإما أن يفتنوهم عن دينهم، ويردوهم في ملتهم، وفي هذه