للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إبراهيم وإسماعيل، وكان شاعرًا فقال لعمرو بن لحي حين غيّر الحنيفية:

يا عمرو لا تظلم بمكةَ ... إنها بلدٌ حرام

سايل بعادٍ أين هم ... وكذاك تحترم الأنام

وبني العماليق الذين لـ ... ـهم بها كان السوام

فزعموا أن عمرو بن لحي أخرج ذلك الجرهمي من مكة ... " (١).

وظلت هذه الأوثان تعظمها العرب حى جاء الإسلام فلم يبقَ لها ذكر، بل دخل الناس في دين الله أفواجًا، وانمحت تلك الشركيات والضلالات فلم يبقَ لها ذكر. ولله الحمد والمنة.

وقد بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرّية بقيادة عمرو بن العاص - رضي الله عنه - لتحطيم سواع ويقول ابن العاص: "فانتهيت إليه وعنده السادن فقال: ما تريد؟ قلت: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أهدمه قال: لا تقدر على ذلك قلت: لم؟ قال: تمنع، قلت: حتى الآن أنت في الباطل ويحك وهل يسمع أو يبصر قال: فدنوت منه فكسرته وأمرت أصحابي فهدموا بيت خزانته فلم يجدوا شيئا ثم قلت: للسادن: كيف رأيت؟ قال: أسلمت لله" (٢).

[٦ - إساف ونائلة]

قال ابن إسحاق: "واتخذوا إسافًا ونائلة على موضع زمزم ينحرون عندهما، وكان إساف ونائلة رجلًا وامرأة من جرهم - هو إساف بن بغي ونائلة بنت ديك -، فوقع إساف على نائلة في الكعبة، فمسخهما الله حجرين" (٣).

وقال السهيلي: "فأُخرجا إلى الصفا والمروة، فنصبا عليهما، ليكونا عبرة وموعظة، فلما كان عمرو بن لحي نقلهما إلى الكعبة، ونصبهما على زمزم، فطاف


(١) أخبار مكة ١/ ١٠٠، ١٠١.
(٢) الطبقات الكبرى ٢/ ١٤٦.
(٣) السيرة النبوية لابن هشام ١/ ٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>