للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فالأنبياء كثيرون جدًّا، وما يضاف إليهم من القبور قليل جدا، وليس منها شيء ثابت عرفا، قالقبور المضافة إليهم منها ما يعلم أنه كذب: مثل "قبر نوح" الذي في أسفل جبل لبنان، ومنها ما لا يعلم ثبوته بالإجماع، إلا قبر نبينا والخليل وموسى فإن هذا من كرامة محمد وأمته، فإن الله صان قبور الأنبياء عن أن تكون مساجد صيانة لم يحصل مثلها في الأمم المتقدمة، لأن محمدا وأمته أظهروا التوحيد إظهارا لم يظهره غيرهم، فقهروا عباد الأوثان، وعباد الصلبان، وعباد النيران" (١).

قال شيخ الإسلام: "لكن ليس في معرفة قبور الأنبياء بأعيانها فائدة شرعية، وليس حفظ ذلك من الدين، ولو كان من الدين لحفظه الله كما حفظ سائر الدين، وذلك أن عامة من يسأل عن ذلك إنما قصده الصلاة عندها والدعاء بها ونحو ذلك من البدع المنهي عنها، ومن كان مقصوده الصلاه والسلام على الأنبياء والإيمان بهم وإحياء ذكرهم فذلك ممكن له، وإن لم يعرف قبورهم صلوات الله عليهم" (٢).

[٣ - أكثر المشاهد المشهورة مكذوبة]

قال ابن تيمية رحمه الله: "بل عامة القبور التي بنيت عليها المساجد، إما مشكوك فيها، وإما متيقن كذبها، مثل القبر الذي بكرك الذي يقال: إن به نوح، والذي بظاهر دمشق الذي يقال إنه قبر أبي بن كعب، والذي من الناحية الأخرى، والذي يقال: إنه قبر أويس القرني، والقبور التي هناك التي يظن أنها قبر عائشة أو أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أو أم حبيبة، أو قبر علي الذي بباطنة النجف، أو المشهد الذي يقال: إنه على الحسين بالقاهرة، والمشهد الذي بحلب، وأمثال هذه المشاهد، فهذه كلها كذب باتفاق أهل العلم.


(١) مجموع الفتاوى لابن تيمية ٢٧/ ٢٧٢.
(٢) مجموع الفتاوى ٢٧/ ٥٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>