للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تدعوهم إليه شهادة ألا إله إلا الله وفي رواية: "إلى أن يعبدوا الله"؛ فدل على أن التوحيد هو أول واجب على العباد، خلافًا لمن زعم أن أول واجب معرفة الله بالنظر أو القصد إلى النظر أو الشك كما هي أقوال لأهل الكلام المذموم، فإن معرفة الله فطرية فطر الله عليها عباده، قال تعالى: {أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [إبراهيم: ١٠] أي: أفي وجوده شك، فإن الفِطَر شاهدة بوجوده مجبولة على الإقرار به، فإن الاعتراف به ضروري في الفطر السليمة كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه"" (١).

[٢ - تفسيرات باطلة لـ "لا إله إلا الله"]

وإذا تبين أن معنى لا إله إلا الله: لا معبود بحق إلا الله، وهذا تفسير أهل السنة؛ فينبغي التنبيه إلى أنها قد فُسّرت بتفسيرات باطلة، منها:

١ - أن معنى لا إله إلا الله أي لا موجود إلا الله، وهذا تفسير أهل الاتحاد (٢).

٢ - أن معناها: أي لا معبود موجود إلا الله، وهذا باطل لأنه يلزم منه أن كل معبود عُبِد بحق أو باطل هو الله (٣).

٣ - أن معناها: أي لا خالق (٤) إلا الله، أو لا رب إلا الله، ولو كان المعنى كذلك لما حصل نزاع بين النبي - صلى الله عليه وسلم - وكفار قريش، ولما حصل نزاع بين الرسل وأممهم؛ لأن الأمم يقرون بأنه لا خالق إلا الله، فليس هذا المعنى فقط هو المراد منها.


(١) انظر: التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية ص ٧.
(٢) انطر مجموع الفتاوى (٢/ ٢٥٩، ٢٨٧، ٢٨٨)، والشيخ السعدي وجهوده في توضيح العقيدة ص ١٥٩.
(٣) معارج القبول شرح سلم الأصول (٢/ ٤١٦).
(٤) وسبب تفسيرهم بـ (لا خالق إلا الله) أن الكلمة (إله) على وزن (فِعَال)، وفِعَال في اللغة تأتي بمعنى (فاعل) وبمعنى (مفعول).

<<  <  ج: ص:  >  >>