للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والدعوة إليه.

وبين النوعين من الفضل ما لا يحصيه إلا الله فمتى توكل عليه العبد في النوع الثاني حق توكله كفاه النوع الأول تمام الكفاية ومن توكل عليه في النوع الأول دون الثاني كفاه أيضا، لكن لا يكون له عاقبة المتوكل عليه فيما يحبه ويرضاه، فأعظم التوكل عليه: التوكل في الهداية وتجريد التوحيد ومتابعة الرسول وجهاد أهل الباطل" (١).

[٤ - أقسام التوكل على غير الله]

قال حاتم الأصم سمعت شقيق البلخي يقول: "لكل واحد مقامٌ؛ فمتوكل على ماله، ومتوكل على نفسه، ومتوكل على لسانه، ومتوكل على سيفه، ومتوكل على سلطنته، ومتوكل على الله عزَّ وجلَّ. فأما المتوكل على الله عزَّ وجلَّ؛ فقد وجد الاسترواح، نوّه الله به ورفع قدره، وقال: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} [الفرقان: ٥٨] وأما من كان مستروحًا إلى غيره يوشك أن ينقطع به فيشقى" (٢).

قال شيخ الإسلام رحمه الله: "فالقلب لا يتوكل إلا على من يرجوه، فمن رجا قوته أو عَمَله أو عِلمه أو حاله أو صديقه أو قرابته أو شيخه أو ملكه أو ماله، غير ناظر إلى الله؛ كان فيه نوع توكل على ذلك السبب، وما رجا أحد مخلوقًا أو توكل عليه إلاخاب ظنه فيه، فإنه مشُرك. قال تعالى: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} [الحج: ٣١] " (٣).

يقول الشيخ سليمان بن عبد الله: "لكن التوكل على غير الله قسمان:

أحدهما: التوكل في الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله كالذين يتوكلون على


(١) الفوائد لابن القيم ص ٨٦.
(٢) أخرجه البيهقي في الشعب، ح: ١٢٩٧ (٢/ ١٠٥)، وأبو نعيم في الحلية ٨/ ٦١.
(٣) مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ١٠/ ٢٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>