للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال في الفروع: "ووجهه أنه يقصد الأذى بكلامه وعلمه على وجه المكر والحيلة أشبه السحر"، ولهذا يعلم بالعرف والعادة أنه يؤثر وينتج ما يعمله الساحر أو أكثر، فيعطى حكمه تسوية بين المتماثلين أو المتقاربين لكنه يقال: الساحر إنما كفر لوصف السحر وهو أمر خاص، ودليله خاص، وهذا ليس بساحر وإنما يؤثر عمله ما يؤثره فيعطى حكمه إلا فيما اختص به من الكفر وعدم قبول التوبة" (١).

[١٥ - ضبط كلمة العضه]

قال النووي في شرح مسلم: "قَوْله - صلى الله عليه وسلم -: "أَلَا أُنَبِّئكُمْ مَا الْعَضْه؟ هِيَ النَّمِيمَة الْقَالَة بَيْن النَّاس" هَذه اللفْظَة رَوَوْهَا عَلَى وَجْهَيْنِ:

أَحَدهمَا: (الْعِضَهُ) بِكَسْرِ الْعَيْن وَفَتْح الضَّاد الْمُعْجَمَة عَلَى وَزْن الْعِدَة وَالزِّنَة. وَالثَّانِي: (الْعَضْه) بفَتْحِ الْعَيْن وَإِسْكَان الضَّاد عَلَى وَزْن الْوَجْه، وَهَذَا الثَّانِي هُوَ الأَشْهَر فِي رِوَايَات بِلادنَا، وَالأَشْهَر فِي كُتُب الْحَدِيث وَكُتُب غَرِيبه، وَالأَوَّل أَشْهَر فِي كُتُب اللُّغَة وَنَقَلَ الْقَاضِي أَنَّهُ رِوَايَة أَكْثَر شُيُوخهمْ، وَتَقْدِير الْحَدِيث والله أَعْلَم: أَلَا أُنَبِّئْكُمْ مَا الْعَضْه الْفَاحِش الْغَلِيظ التَّحْرِيم؟ " (٢).

قال الزمخشري: "أصلها العِضهَة فِعله من العَضْه. وهو البَهت فحُذفت لامُه كما حذفت من السَّنة والشَّفَة وتجمع على عضين" (٣).

وأطلق على النميمة عضة لأنها لا تنفك عن الكذب والبهتان غالبًا (٤).

قال ابن مفلح في الفروع: "ولهذا قال ابن عبد البر عن يحيى بن أبي كثير يفسد النمام والكذاب في ساعة ما لا يفسد الساحر في سنة" (٥).


(١) تيسير العزيز الحميد ص ٤٠٦.
(٢) شرح مسلم للنووي ١٦/ ١٥٩.
(٣) النهاية لابن الأثير (ع ض هـ).
(٤) انظر فتح المجيد ص ٣٢٩.
(٥) الفروع لابن مفلح ٦/ ١٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>