للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

غريبًا وسيعود غريبًا فطوبى للغرباء .. ". قالوا: من هم يا رسول الله .. جاء الحديث على روايات عدة، في بعضها يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - واصفًا الغرباء "هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي". وفي رواية أخرى قال عليه الصلاة والسلام: "هم أناس قليلون صالحون بين أناس كثيرين، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم" فلذلك لا يجوز هذا الإطلاق في العصر الحاضر على القرن كله؛ لأن فيه - ولله الحمد - بقية طيبة لا تزال على هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلى سنته وستظل كذلك حتى تقوم الساعة .. " (١).

وقال الشيخ صالح الفوزان: "أما ما بعد الإسلام فلا يقال له: جاهلية، لأن الجاهلية زالت والحمد لله بالإسلام، والعلم موجود، ورّثه الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فبعد بعثة الرسول زالت الجاهلية العامّة، أما بقايا من الجاهلية أو خصال من أمور الجاهلية فقد تبْقى في أفراد من الناس أو طوائف من الناس، لكن أن يقال: الناس كلهم في جاهلية - كما يطلقه بعض الكتّاب الجهّال - فهذا باطل" (٢).

وقال الشيخ ناصر العقل: "وما نزع إليه بعض الكتاب والباحثين والمفكرين، من إطلاق عبارات المجتمع الجاهلي، على المجتمعات الإسلامية أو بعضها دون تقييد أو تخصيص لمن يستحق ذلك شرعًا فإنه نهج غير سليم ويخالف القواعد الشرعية، ومنهج السلف الصالح" (٣).

* فائدة:

قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "لا تنقض عُرى الإسلام عروة عروة حتى ينشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية".


(١) حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه لمحمد الشيباني ١/ ٣٩٣، ٣٩٤.
(٢) إعانة المستفيد ٢/ ٣٣.
(٣) حاشية على اقتضاء الصراط المستقيم ١/ ٢٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>