للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٦ - وجوب الإيمان بكرامات الأولياء وحكم إنكارها]

قرر هذه العقيدة الإمام الطحاوي حيث قال: "ولا نفضل أحدًا من الأولياء على أحد من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ونقول: نبي واحد أفضل من جميع الأولياء، ونؤمن بما جاء من كراماتهم، وصح عن الثقات من رواياتهم" (١).

وقال شيخ الإسلام رَحِمَهُ اللهُ: "ومن أصول أهل السنة التصديق بكرامات الأولياء وما يجري الله على أيديهم من خوارق العادات في أنواع العلوم والمكاشفات وأنواع القدرة والتأثيرات. والمأثور عن سالف الأمم في سورة الكهف وغيرها وعن صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين وسائر فرق الأمة، وهي موجودة فيها إلى يوم القيامة" (٢).

جاء في لوامع الأنوار: "وكرامة الأولياء حق وأنكر الإمام أحمد - رضي الله عنه - على من أنكرها وضلله" (٣).

وقال ابن عثيمين رَحِمَهُ اللهُ: "وهناك مذهب مخالف لمذهب أهل السنة، وهو مذهب المعتزلة ومن تبعهم؛ حيث إنهم ينكرون الكرامات ويقولون: إنك لو أثبت الكرامات لاشتبه الساحر بالولي والولي بالنبي؛ لأن كل واحد منهم يأتي بخارق.

فيقال: لا يمكن الالتباس؛ لأن الكرامة على يد ولي، والولي لا يمكن أن يدعي النبوة، ولو ادَّعاها لم يكن وليا. آية النبي تكون على يد نبي، والشعوذة والسحر على يد عدو بعيد من ولاية الله، وتكون بفعله باستعانته بالشياطين، فينالها بكسبه بخلاف الكرامة فهي من الله تعالى، لا يطلبها الولي بكسبه" (٤).


(١) الطحاوية مع الشرح ص ٥٨، ٥٩.
(٢) العقيدة الواسطية مع شرح الشيخ صالح الفوزان ص ٢٠٧.
(٣) لوامع الأنوار ٢/ ٣٩٣.
(٤) شرح الواسطية من مجموع فتاوى ابن عثيمين ٨/ ٦٢٨، ٦٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>