للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد عدها بعض العلماء من السحر، ووجه أنه يقصد الأذى بكلامه وعمله على وجه المكر والحيلة فأشبه السحر.

[١٦ - حكم النميمة]

قال الله تعالى: - {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (١٠) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (١١)} [القلم: ١٠، ١١]

وجاء في الحديث: "كادت النميمة أن تكون سحرا" (١). وهي سبب لعذاب القبر، ومن أسباب حرمان دخول الجنة قال - صلى الله عليه وسلم -: "لا يدخل الجنة قتّات" (٢). وفي حديث ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قال: "مَرَّ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى قَبْرَيْنِ فَقَالَ: إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ مِنْ كَبِيرٍ ثُمَّ قَالَ: بَلَى أَمَّا أَحَدُهُمَا: فَكَانَ يَسْعَى بِالنَّمِيمَةِ، وَأَمَّا أَحَدُهُمَا: فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ قَالَ ثُمَّ أَخَذَ عُودًا رَطْبًا فَكَسَرَهُ باثْنتَيْنِ ثُمَّ غَرَزَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى قَبْرٍ ثُمَّ قَالَ لَعَلَّهُ يُخَفَّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا" (٣).

فحكم النميمة التحريم إجماعًا، قال ابن حزم: "اتفقوا علي تحريم الغيبة والنميمة في غير النصيحة الواجبة". وهي من الكبائر. ولا يخفي علي العاقل اللبيب فساد النميمة وشدة ضررها فإنها تجعل الصاحب المخلص عدوا لدودًا، والقريب بعيدا، والمحب مبغضا، لا سيما إذا كانت بين العائلات والأقارب والجيران، فإن الضرر يزداد" (٤).

وقال ابن مسعود - رضي الله عنه -: "كنا نسمي السحر في الجاهلية العضه. والعضه عند العرب شدة البهت وتمويه الكذب" (٥).


(١) قال في تيسير العزيز الحميد ص ٤٠٦: رواه ابن لآل في (مكارم الأخلاق) بإسناد ضعيف.
(٢) أخرجه البخاري (٦٠٥٦).
(٣) أخرجه البخاري (٢١٦) (٢١٨).
(٤) تيسير العزيز الحميد ص ٤٠٦.
(٥) المعجم الكبير ٩/ ١٥٣. وانظر: الجامع لأحكام القرآن ٢/ ٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>