للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

النفس على مباشرة بعض هذه الأسباب اعتمادا على الله ورجاء منه أن لا يحصل به ضرر ففي هذه الحال تجوز مباشرة ذلك، لا سيما إذا كان فيه مصلحة عامة أو خاصة، وعلى مثل هذا يحمل الحديث الذي خرجه أبو داود والترمذي - رحمهما الله تعالى - أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أخذ بيد مجذوم فأدخلها معه في القصعة، ثم قال: "كل باسم الله، ثقة بالله وتوكلا عليه". وقد أخذ به الإمام أحمد - رحمه الله تعالى - وروى ذلك عن عمر وابنه وسلمان رضي الله عنهم ونظير ذلك ما روي عن خالد بن الوليد - رضي الله عنه - من كل السم ومنه مشي سعد بن أبي وقاص وأبي مسلم الخولاني بالجيوش على متن البحر، فهذا كله لا يصح إلا لخواص من الناس قوي إيمانهم بالله وقضائه وقدره وتوكلهم عليه وثقتهم وبه" (١).

وقال الشيخ سليمان بن عبد الله: "قوله: "لا عدوى". أي على الوجه الذي يعتقده أهل الجاهلية من إضافة الفعل إلى غير الله تعالى وأن هذه الأمراض تُعدي بطبعها، وإلا فقد يجعل الله بمشيئته مخالطة الصحيح من به شيء من الأمراض سببًا لحدوث ذلك، ولهذا قال: "فرّ من المجذوم كما تفرّ من الأسد". وقال: "لا يورد ممرض على صحيح"، وقال في الطاعون: "من سمع به في أرض فلا يقدم عليه". وكل ذلك بتقدير الله" (٢).

[١٩٨ - العذر بالجهل]

انظر باب عارض الجهل.


(١) لطائف المعارف لابن رجب ص ٦٧، ٦٩، وانظر للاستزادة: ابن رجب وأثره في توضيح العقيدة للغفيلي ص ٤٨٥، ٤٨٦.
(٢) تيسير العزيز الحميد ص ٤٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>