للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لما كانوا عليه في الجاهلية، لأن الله تعالى حرس السماء بالشهب، ولم يبق من استراقهم إلا ما يتخطفه الأعلى، فيلقيه إلى الأسفل قبل أن يصيبه الشهاب. وأما ما يخبر به الجني مواليه من الإنس بما غاب عن غيره مما لا يطلع عليه الإنسان غالبًا فكثير جدًّا في أناس ينتسبون إلى الولاية والكشف، وهم من الكهان إخوان الشياطين لا من الأولياء" (١).

[٦ - الفرق بين الساحر والكاهن]

يختلف الكاهن عن الساحر في أمور، كما يشابهه في أمور، وقد جاء عن الإمام أحمد أن الكاهن من يدّعي علم الغيب والساحر هو الذي يعقد ويفعل (٢)، ونقل عنه حنبل بن إسحاق أنه سئل عن الكاهن فقال: "هو نحو العراف، والساحر أخبث؛ لأن السحر شعبة من الكفر" (٣).

وقد يجتمع في إنسان أنه ساحر وكاهن فيعقد وينفث كما أنه يستخدم الشياطين ويستعين بهم في ادعاء علم الغيب، وبهذا يفرق بين الكاهن والساحر.

فالكاهن يستعين بالشياطين لمعرفة الأمور الغيبية كما جاء في الحديث أن الجني يخطف ويكذب معها مائة كذبة، أما الساحر فإنه يستخدم الشياطين في تنفيذ عقده وإظهار سحره، والكاهن لا يؤثر بمرض أو تعب بخلاف الساحر الذي يسعى في التأثير بمرض أو غير ذلك.

وحكم إتيان الكاهن يدخل فيه الساحر والمنجم والرمال وأشباههم حيث يجمعهم أنهم يستعينون بالشياطين ويقدمون لهم ما يرضيهم وهم كلهم كذبة


(١) تيسير العزيز الحميد ص ٤٠٩.
(٢) المسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة ٢/ ١٠٦.
(٣) انظر المسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة ٢/ ١٠٦ جمع وتحقيق عبد الإله الأحمدي وقد عزا الأولى إلى كتاب أهل الملل للخلال ص ٢٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>