للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١١ - إرادة الإنسان بعمله الدنيا *

[[الرياء]]

المراد من هذا الباب أن الإنسان أراد بعمله الذي شرع للآخرة طمع الدنيا كأن يجاهد من أجل المغنم أو يتعلم من أجل الرئاسة والوظيفة، أو يحج من أجل المال.

* الدليل من الكتاب: قال الله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (١٥) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [هود: ١٥، ١٦].

* الدليل من السنة: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "تِعسَ (١) عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ (٢)، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ (٣)، تعس


* تيسير العزيز الحميد ص ٥٣٩. فتح المجيد ص ٤٣٧. حاشية كتاب التوحيد لابن قاسم ص ٢٦٩. القول السديد لابن سعدي المجموعة ٣/ ٣٨ - ٣٩. القول المفيد لابن عثيمين ط ١ - ٢/ ٢٤١، ط ٢ - ٢/ ٢٩٣ ومن المجموع ١٠/ ٧١٨. الدين الخالص لصديق حسن القنوجي ٢/ ٣٨٦. مجموع الفتاوى لابن عثيمين ٢/ ٢٠٧، ٢٠٩.
(١) دعاء بالهلاك.
(٢) ثوب خز وصوف معلم. وهذه أمثلة لمن أراد عرض الدنيا وليست مُقتصرة على الأمور المذكورة في الحديث.
(٣) قال شيخ الإسلام - رحمه الله - (وهذه حال من أصابه شر لم يخرج منه ولم يفلح لكونه تعس وانتكس، فلا نال المطلوب، ولا خلص من المكروه، وهذه حال من عبد المال. وقد صف ذلك بأنه إن أعطي رضي وإن منع سخط كما: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ} [التوبة: ٥٨]. فرضاهم لغير الله، وسخطهم لغير الله، وهكذا حال من كان متعلقا برئاسة أو بصورة، أو نحو ذلك من أهواء نفسه إن حصل له رضي، وإن لم يحصل له سخط، فهذا عبد ما يهواه من ذلك، وهو رقيق له، إذ الرق والعبودية في الحقيقة هو رق القلب وعبوديته فما استرق القلب واستعبده، فهو عبده) تيسير العزيز الحميد ص ٥٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>