للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وانتقاله إلى الرفيق الأعلى أن يأتي قبره -صلى الله عليه وسلم- ويسأله أن يستغفر الله له لأن استغفار الرسول -صلى الله عليه وسلم- انقطع بوفاته عليه الصلاة والسلام.

* ودليله من السنة:

حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رجلا دخل المسجد يوم الجمعة ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائم يخطب، فقال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا، فرفع رسول الله يديه، ثم قال: "اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا. قال أنس: ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس، فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت، فلا والله ما رأينا الشمس سبتا، ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائم يخطب فاستقبله قائمًا، فقال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل، فادع الله يمسكها عنا، فرفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يده، ثم قال: اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والضراب وبطون الأودية منابت الشجر، فأقلعت وخرجنا نمشي في الشمس" (١).

ومن ذلك فعل عمر مع العباس بن عبد المطلب وكذلك فعل معاوية ابن أبي سفيان مع يزيد بن الأسود الجرشي، حيث ذكر الذهبي في السير "أن معاوية -رضي الله عنه- خرج يستسقي، فلما قعد على المنبر، قال: أين يزيد بن الأسود؟ فناداه الناس فأقبل يتخطاهم. فأمره معاوية، فصعد المنبر، فقال معاوية: اللهم إنا نستشفع إليك بخيرنا وأفضلنا يزيد ابن الأسود، يا يزيد، ارفع يديك إلى الله. فرفع يديه ورفع الناس فما كان بأوشكَ مِنْ أنْ ثارت سحابةٌ كالتُّرس، وهبَّت ريح، فسقينا حتى كاد الناس أن لا يبلغوا منازلهم" (٢).


(١) أخرجه البخاري (٩٣٣) (١٠١٤)، ومسلم (٨٩٧).
(٢) سير أعلام النبلاء ٤/ ١٣٧، وانظر الطبقات لابن سعد: ٧/ ٤٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>