للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

لي أن يعافيني أو يقضي حاجتي وما أشبه ذلك أو دعا المؤمن لأخيه دونما طلب منه كأن يراه مثلا في ضيق فيدعو الله أن يفرج عنه سواء في حضوره أو في ظهر الغيب أو كصلاة الجنازة والدعاء عند زيارة القبور لأهل القبور. فالمسلمون كانوا يتوسلون إلى الله تعالى بدعاء نبيهم عليه الصلاة والسلام في حياته في الاستسقاء وغيره فكان يدعو لهم فتستجاب دعوته. قال الألوسي: "وطلب الدعاء من المخلوق لا شك في جوازه إن كان المطلوب منه حيًا، ولا يتوقف على أفضليته من الطالب، بل قد يطلب الفاضل من المفضول، فقد صح أنه صلى الله تعالى عليه وسلم قال لعمر -رضي الله عنه- لما استأذنه في العمرة: "لا تنسنا يا أخي من دعائك" وأمره أيضًا أن يطلب من أويس القرني رحمة الله تعالى عليه أن يستغفر له. وأمر أمته صلى الله تعالى عليه وسلم بطلب الوسيلة له، وبأن يصلوا عليه" (١).

ونقل الشيخ ابن باز رحمه الله إجماع أهل العلم على جواز طلب الدعاء من الأحياء (٢).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فمن دعا له الرسول وشفع له توسل إلى الله بشفاعته ودعائه كما كان أصحابه يتوسلون إلى الله بدعائه وشفاعته، وكما يتوسل الناس يوم القيامة إلى الله تبارك وتعالى بدعائه وشفاعته -صلى الله عليه وسلم-" (٣).

والدليل من الكتاب على ذلك: قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} [النساء: ٦٤].

فاستغفار الرسول -صلى الله عليه وسلم- لهم توسل بدعاء المؤمن لأخيه ويجب التنبه إلى أن استغفار الرسول -صلى الله عليه وسلم- إنما كان في حياته لا بعد موته فلا يجوز لأحد بعد وفاته


(١) جلاء العينين للألوسي ص ٥٦٥.
(٢) مجموع فتاوى ابن باز ص ٦٤٨.
(٣) قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة ص ٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>