للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عند الطبراني من حديث أنس بسند ليّن مرفوعا بلفظ: "من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد بريء مما أنزل على محمد ومن أتاه غير مصدق له لم تقبل له صلاة أربعين يومًا" والأحاديث الأول مع صحتها وكثرتها أولى من هذا" (١).

[٢ - الفرق بين الكاهن والعراف]

قال ابن عثيمين: "في هذه المسألة خلاف بين أهل العلم:

القول الأول: أن العراف هو الكاهن فهما مترادفان، فلا فرق بينهما (٢).

والقول الثاني: أن العراف هو الذي يستدل على معرفة الأمر بمقدمات يستدل بها، فهو أعم من الكاهن، لأنه يشمل الكاهن وغيره فهما من باب العام والخاص.

والقول الثالث: أن العراف يخبر عن أمور بمقدمات يستدل، والكاهن هو الذي يخبر عما في الضمير، أو عن المغيبات في المستقبل.

فالعراف أعم، أو أن العراف يختص بالماضي والكاهن بالمستقبل فهما متباينان فالظاهر أنهما متباينان، فالكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل والعراف من يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك" (٣).

قال البغوي: "فالكاهن: هو الذي يخبر عن الكوائن في مستقبل الزمان ويدعي معرفة الأسرار ومطالعة علم الغيب، والعراف: هو الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات أسباب يستدل بها على مواقعها" (٤).


(١) فتح الباري ١٠/ ٢٢٨.
(٢) انظر: كلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى ٣٥/ ١٩٣، ١٧٣.
(٣) مجموع الفتاوى لابن عثيمين ٩/ ٥٥١، وانظر القول المفيد ط ١ - ٢/ ٦٨.
(٤) شرح السنة للبغوي ١٢/ ١٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>