للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

* حكم قول السلام على الله:

لا يجوز لأنَّهُ يوهم نقص الله، وبأن فيه سبحانه وتعالى عيبًا، فالله يُدعى ولا يُدعى له فكيف يدعى له بالسلامة وهو المُسلِّم، وقد جاء النهي عن ذلك كما تقدم.

قال ابن عثيمين رحمه الله: "وهذا نهي تحريم" (١).

وقال رحمه الله: "قوله "لا يقال السلام علي الله" أي لا تقل السلام عليك يا رب لما يلي:

أ - أن مثل هذا الدعاء يوهم النقص في حقه، فتدعو الله أن يسلم نفسه من ذلك، إذ لا يُدعى لشيء بالسلام من شيء إلا إذا كان قابلا أن يتصف به، والله سبحانه منزه عن صفات النقص.

ب - إذا دعوت الله أن يسلم نفسه فقد خالفت الحقيقة، لأن الله يُدعى ولا يدعى له فهو غني عنا لكن يثني عليه بصفات الكمال مثل غفور سميع عليم .. " (٢).

* فائدة في معنى السلام المطلوب عند التحية:

قال ابن القيم رحمه الله: "فيه قولان مشهوران:

أحدهما: أن المعنى اسم السلام عليكم، والسلام هنا هو الله - عَزَّ وَجَلَّ - ومعنى الكلام نزلت بركة اسمه عليكم وحلت عليكم ونحو هذا واختير في هذا المعنى من أسمائه - عَزَّ وَجَلَّ - اسم السلام دون غيره من الأسماء لما يأتي في جواب السؤال الذي بعده واحتج أصحاب هذا القول بحجج منها ما ثبت في الصحيح أنهم كانوا يقولون في الصلاة السلام على الله قبل عباده السلام على جبريل السلام على فلان فقال النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقولوا السلام على الله فإن الله هو السلام، ولكن قولوا السلام عليك أيها النَّبِيّ ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين"، فنهاهم النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، أن


(١) مجموع فتاوى ابن عثيمين ١٠/ ٩١٢.
(٢) مجموع فتاوى ابن عثيمين ١٠/ ٩٠٩. وانظر القول المفيد ط ١ - ٣/ ٨٢، ٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>