والمواشي وإلقاء القمامات عليها كل ذلك من الاستهانة بها وعدم احترامها، وكل ذلك منكر ومعصية لله ولرسوله وظلم للأموات واعتداء عليهم.
وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - النهي والتحذير عما هو أقل من هذا كالجلوس على القبر أو الاتكاء عليه ونحوه، فقال عليه الصلاة والسلام:"لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها" رواه مسلم في صحيحه. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه وتخلص إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر" خرّجه مسلم أيضًا.
وعن عمرو بن حزم قال: رأَني رسول الله متكئًا على قبر فقال: "لا تؤذوا صاحب هذا القبر أو لا تؤذه". رواه أحمد.
فالواجب على جميع المسلمين احترام قبور موتاهم وعدم التعرض لها بشيء من الأذى كالجلوس عليها والمرور عليها بالسيارات ونحوها وإلقاء القمامات عليها وأشباه ذلك من الأذى" (١).
* ومن أعظم ما يحترم به أصحاب القبور ترك الغلو فيهم:
قال ابن القيم: "ولا تحسب أيها المنعم عليه باتباع صراط الله المستقيم، صراط أهل نعمته ورحمته وكرامته أن النهي عن اتخاذ القبور أوثانا وأعيادا وأنصابا، والنهي عن اتخاذها مساجد، أو بناء المساجد عليها، وإيقاد السرج عليها، والسفر إليها، والنذر لها، واستلامها، وتقبيلها، وتعفير الجباه في عرصاتها غضٌّ من أصحابها، ولا تنقيص لهم، ولا تنقص. كما يحسبه أهل الإشراك والضلال بل ذلك من إكرامهم، وتعظيمهم، واحترامهم، ومتابعتهم فيما يحبونه وتجنب ما يكرهونه، فأنت والله وليهم ومحبهم وناصر طريقتهم وسنتهم وعلى هديهم ومناهجهم، وهؤلاء المشركون أعصى الناس لهم، وأبعدهم من هديهم ومتابعتهم كالنصارى مع المسيح، واليهود مع موسى عليهما السلام، والرافضة