سئل الشيخ ابن عثيمين عن عيد الميلاد للطفل هل يعتبر تشبهًا بالغربيين الكفار، أم أنه ترويح عن النفس وإدخال السرور في قلب الطفل وأهله؟
فأجاب رحمه الله بقوله:"الاحتفال بميلاد الطفل لا يخلو من حالين:
فإما أن يكون عبادة، وإما أن يكون عادة، فإن كان عبادة فهو من البدع في دين الله، وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - التحذير من البدع، وأنها من الضلال، قال - صلى الله عليه وسلم -: "إياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار".
وإما أن يكون من العادة، وإذا كان من العادة ففيه محذوران:
أحدهما: اعتبار ما ليس بعيدٍ عيدًا، وهذا من التقدم بين يدي الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، حيث أثبتنا عيدًا في الإسلام لم يجعله الله ورسوله عيدًا، ولما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة وجد للأنصار يومين يلعبون فيهما ويعتبرونهما عيدًا، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله أبدلكم بخير منهما: عيد الفطر وعيد الأضحى".
وأما المحذور الثاني: فإن فيه تشبهًا بأعداء الله، فإن هذه العادة ليست من عادات المسلمين، وإنما ورثت من غيرهم، وقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أن من تشبه بقوم فهو منهم، ثم إن كرة السنين للمرء ليست محمودة إلا في مرضاة الله عزَّ وجلَّ وطاعته، فخير الناس من طال عمره وحسن عمله، وشر الناس من طال عمره وساء عمله"" (١).
* وسئل الشيخ ابن عثيمين أيضًا عن حكم الاحتفال بما يسمى عيد الأم؟
فأجاب قائلًا: "إن كل الأعياد التي تخالف الأعياد الشرعية كلها أعياد بدع حادثة لم تكن معروفة في عهد السلف الصالح وربما يكون منشؤها من غير المسلمين أيضا، فيكون فيها مع البدعة مشابهة أعداء الله سبحانه وتعالى، والأعياد الشرعية