للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال رحمه الله: "فإن الإيمان أصله الإيمان الذي في القلب، ولابد فيه من شيئين: تصديق بالقلب، وإقراره ومعرفته. ويقال لهذا: قول القلب. قال الجنيد بن محمد: "التوحيد: قول القلب، والتوكل: عمل القلب، فلابد فيه من قول القلب، وعمله: ثم قول البدن وعمله، ولابد فيه من عمل القلب، مثل حب الله ورسوله، وخشية الله وحب ما يحبه الله ورسوله وبغض ما يبغضه الله ورسوله، وإخلاص العمل لله وحده، وتوكل القلب على الله وحده، وغير ذلك من أعمال القلوب التي أوجبها الله ورسوله وجعلها من الإيمان، ثم القلب هو الأصل، فإذا كان فيه معرفة وإرادة سرى ذلك إلى البدن بالضرورة، لا يمكن أن يتخلف البدن عما يريده القلب، ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد، وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد إلا وهي القلب"" (١).

وقال ابن القيم رحمه الله: "وهذا متفق عليه بين الصحابة والتابعين وأئمة السنة أن الإيمان لا يكفي فيه قول اللسان بمجرده ولا معرفة القلب مع ذلك بل لابد فيه من عمل القلب وهو حبه لله ورسوله وانقيادة لدينه والتزامه طاعته ومتابعه رسوله وهذا خلاف من زعم أن الإيمان هو مجرد معرفة القلب وإقراره" (٢).

وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن رحمه الله: "عمل القلب هو قصده واختياره ومحبته ورضاه وتصديقه" (٣).

* ومن أعمال القلوب:

اليقين: وهو أهمها وروحها، قال ابن القيم: "فاليقين روح أعمال القلوب التي هي أرواح أعمال القلوب التي هي من أعمال الجوارح وهو حقيقة الصديقية وهو


(١) مجموع الفتاوى ٧/ ١٨٦، ١٨٧.
(٢) مفتاح دار السعادة ١/ ٩٤.
(٣) الدرر السنية ١/ ٤٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>