للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من أهل الإيمان بالله وبرسوله وباليوم الآخر والعمل الصالح، لم يكن أسوأ من هذا الرجل فيغفر الله خطاه، أو يعذبه إن كان منه تفريط في اتباع الحق على قدر دينه، وأما تكفير شخص علم إيمانه بمجرد الغلط في ذلك، فعظيم ... " (١).

وقال -رحمه الله-: "وأما التكفير فالصواب أنه من اجتهد من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وقصد الحق فأخطأ، لم يكفر بل يغفر له خطأه ومن تبين له ما جاء به الرسول، فشاق الرسول من بعد ما تبين له الهدى، واتبع غير سبيل المؤمنين فهو كافر. ومن اتبع هواه، وقصر في طلب الحق، وتكلم بلا علم فهو عاص مذنب ثم قد يكون فاسقا، وقد تكون له حسنات ترجح على سيئاته" (٢).

وقال شيخ الإسلام -رحمه الله-: "وأجمع الصحابة وسائر أئمة المسلمين على أنه ليس كل من قال قولا أخطأ فيه أنه يكفر بذلك، وإن كان قوله مخالفا للسنة، فتكفير كل مخطئ خلاف الإجماع" (٣).

* تنبيه: يلاحظ ارتباط الخطأ بالجهل والتأويل لأن من جهل أو تأول أوقعه ذلك في الخطأ قال شيخ الإسلام: "فالخطأ والنسيان هو من باب العلم يكون إما مع تعذر العلم عليه أو تعسره عليه" (٤).

[٤ - التأويل]

العذر بالتأويل داخل ضمن أقسام الخطأ لأنه عارض يطرأ في موانع التكفير.

قال ابن عثيمين: "ومن الموانع أيضا أن يكون له شبهة تأويل في الكفر بحيث يظن أنه على حق؛ لأن هذا لم يتعمد الإثم والمخالفة فيكون داخلًا في قوله تعالى: {وَلَيْسَ


(١) الاستقامة ١/ ١٦٤، ١٦٥، وانظر: ٣/ ٢٣١ - ١٢/ ٤٩٠، وغيرها.
(٢) مجموع الفتاوى ١٢/ ١٨٠، وانظر ١٩/ ١٩٠، ١٩٢، ٣/ ٤٢٠.
(٣) مجموع الفتاوى ٧/ ٦٨٥ وانظر ٢٠/ ٢٧، ٢٨ ومنهاج السنة ٥/ ٩٨.
(٤) الاستقامة ١/ ٢٨. انظر: مجموع فتاوى ابن تيمية ٢٠/ ١٩، ٢٤، فتح الباري ١٣/ ٣١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>