للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

استغفرت الله لكم" وهذا الحديث ضعيف كما ذكر أهل العلم انظر على سبيل المثال السلسلة الضعيفة للألباني (١).

[الشبهة السابعة]

ومن شبههم حديث "إذا أعيتكم الأمور، فعليكم بأهل القبور" أو "فاستغيثوا بأهل القبور" وهو حديث موضوع مختلق لم يروه أحد من العلماء، ولم يوجد في شيء من كتب الدين الصحيحة، كما قاله شيخا الإسلام: ابن تيمية، وابن القيم في غير موضع.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "فهذا الحديث كذب مفترى على النبي -صلى الله عليه وسلم- بإجماع العارفين بحديثه، لم يروه أحد من العلماء بذلك، ولا يوجد في شيء من كتب الحديث المعتمدة" (٢).

وقال: "وما يرويه بعض الناس أنه قال: "إذا تحيرتم في الأمور فاستعينوا بأهل القبور" أو نحو هذا، فهو كلام موضوع مكذوب باتفاق العلماء، والذي يبين ذلك أمور:

أحدها: أنه قد تبين أن العلة التي نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- لأجلها عن الصلاة عندها، إنما هو لئلا تكون ذريعة إلى نوع من الشرك بالعكوف عليها، وتعلق القلوب بها رغبة ورهبة.

ومن المعلوم أن المضطر في الدعاء الذي قد نزلت به نازلة، فيدعو لاستجلاب خير كالاستسقاء، أو لرفع شر كالاستنصار، حاله في افتتانه بالقبور إذا رجا الإجابة عندها، أعظم من حال من يؤدي الفرض عندها في حال العافية، فإن أكثر المصلين في حال العافية لا تكاد قلوبهم تفتتن بذلك إلا قليلًا، أما الداعون المضطرون،


(١) رقم ٩٧٥.
(٢) مجموع الفتاوى ١١/ ٢٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>