للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

* الإسلام بالمعنى العام والخاص:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وقد تنازع الناس فيمن تقدم من أمة موسى وعيسى هل هم مسلمون أم لا؟ وهو نزاع لفظي، فإن الإسلام الخاص الذي بعث الله به محمدًا - صلى الله عليه وسلم - المتضمن لشريعة القرآن - ليس عليه إلا أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - والإسلام اليوم عند الإطلاق يتناول هذا وأما الإسلام العام، المتناول لكل شريعة بعث الله بها نبيًا من الأنبياء - فإنه يتناول إسلام كل أمة متبعة لنبي من الأنبياء" (١).

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "الإسلام بالمعنى العام هو التعبد لله بما شرع منذ أن أرسل الله الرسل إلى أن تقوم الساعة كما ذكر الله عز وجل ذلك في آيات كثيرة تدل على أن الشرائع السابقة كلها إسلام لله عز وجل. قال الله تعالى عن إبرهيم: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ} [البقرة: ١٢٨].

والإسلام بالمعنى الخاص بعد بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - يختص بما بعث به محمد - صلى الله عليه وسلم - لأن ما بعث به النبي - صلى الله عليه وسلم - نسخ جميع الأديان السابقة فصار من اتبعه مسلمًا ومن خالفه ليس بمسلم، فأتباع الرسل مسلمون في زمن رسلهم، فاليهود مسلمون في زمن موسى - صلى الله عليه وسلم -، والنصارى مسلمون في زمن عيسى - صلى الله عليه وسلم -، وأما حين بعث النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - فكفروا به فليسوا بمسلمين" (٢).

* الإسلام الكوني والشرعي:

قال الشيخ ابن عثيمين: "الإسلام لله تعالى نوعان:

الأول: إسلام كوني وهو الاستسلام لحكمه الكوني وهذ عام لكل من في السماوت والأرض من مؤمن وكافر، وبرّ وفجر لا يمكن لأحد أن يستكبر عنه


(١) التدمرية، ص ١٧٢، ١٧٣.
(٢) شرح ثلاثة الأصول من مجموع الفتاوى لابن عثيمين ٦/ ١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>