للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كما يكون في الصوم، بإظهار علاماته، وإشعار الحاضرين بأنه صائم ليقال صوام. أو يقول لصاحبه أدعوك اليوم لتفطر معي يريد تعريفه أنه صائم، ويكون في الحج، كمن يحج لتحصيل لقب حاج، ولينال مكانة عند الناس بذلك.

ويكون في الصدقة، بإظهارها ليقال: جواد، وليقال: محسن، كما في حديث أبي هريرة المتقدم: " ... ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله فأتي به فعرّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك. قال: كذبت ولكنك فعلت ذلك ليقال هو جواد، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار" (١).

وكذلك تكون المراءاة بالغزو والجهاد، كمن يقاتل ويجاهد ليقال: مجاهد، أو ليقال شجاع، وكمن يوهم سامعيه أو الحاضرين أنه لقي شيخًا مشهورًا من أهل العلم، وأنه أخذ عنه، لتحصيل الجاه والمنزلة عند الحاضرين (٢).

[٦ - بين المرائي والمعجب]

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وكثيرا ما يقرن الناس بين الرياء والعجب فالرياء من باب الإشراك بالخلق والعجب من باب الإشراك بالنفس وهذا حال المستكبر فالمرائي لا يحقق قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} [الفاتحة: ٥]، والمعجب لا يحقق قوله: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فمن حقق قوله {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} خرج عن الرياء ومن حقق {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} خرج عن الإعجاب وفي الحديث المعروف ثلاث مهلكات: "شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه"" (٣).


(١) سبق تخريجه.
(٢) بتصرف واختصار من مقدمة كتاب ذم الرياء تحقيق د/ محمد باكريم ص ٣٩، ٤٣.
(٣) مجموع الفتاوى ١٠/ ٢٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>