للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال الخطابي: "من عمل عملًا على غير إخلاص إنما يريد أن يراه الناس ويسمعوه جوزي على ذلك بأن يشهره الله ويفضحه، ويظهر ما كان يبطنه" (١).

وقال ابن الجوزي: "وأكثر ما يلبس به إبليس على العباد والزهاد خفي الرياء" (٢).

وقال الإمام ابن القيم: "لما كان المتزين بما ليس فيه ضد المخلص - فإنه يظهر للناس أمرًا وهو في الباطن بخلافه - عامله الله بنقيض قصده، فإن المعاقبة بنقيض القصد ثابتة شرعًا وقدرًا، ولما كان المخلص يُعجَّل له من ثواب إخلاصه الحلاوة والمحبة والمهابة في قلوب الناس عجَّل للمتزين بما ليس فيه من عقوبته أن شانَهُ الله بين الناس، لأنه شان باطنه عند الله" (٣).

[أحكام وفوائد]

[١ - الفرق بين الرياء والسمعة]

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "الرياء: مشتق من الرؤية، والمراد به إظهار العبادة لقصد رؤية الناس لها فيحمدوا صاحبها.

والسمعة: مشتقة من سمع والمراد بها نحو ما في الرياء لكنها تتعلق بحاسة السمع، والرياء بحاسة البصر" (٤).

وقال أيضًا: "لكن قد يستحب إظهاره ممن يُقتدى به على إرادته الاقتداء به، ويقدر ذلك بقدر الحاجة. قال ابن عبد السلام: يُستثنى من استحباب إخفاء العمل من يظهره ليُقتدى به أو ليُنتفع به ككتابة العلم" (٥).


(١) عمدة القاري ٢٣/ ٨٦، فتح الباري ١١/ ٣٣٦ وهذا القول من الخطابي شرح لقوله - صلى الله عليه وسلم - "من يرائي يرائي الله به".
(٢) تلبيس إبليس ١٧٣، ١٧٤.
(٣) أعلام الموقعين ٢/ ١٨٠.
(٤) فتح الباري ١١/ ٣٣٦.
(٥) فتح الباري ١١/ ٣٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>