للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال إنما شريح شاعر يعجبه علمه. كان عبد الله أعلم منه، وكان يقرأ {بَلْ عَجِبْتَ}. وكما نازعت عائشة وغيرها من الصحابة في رؤية محمد -صلى الله عليه وسلم- ربه. وقالت: من زعم أن محمد قد رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية، ومع هذا لا نقول لابن عباس ونحوه من المنازعين لها: أنه مفتر على الله. وكما نازعت في سماع الميت كلام الحي، وفي تعذيب الميت ببكاء أهله، وغير ذلك. وقد آل الشر بين السلف إلى الاقتتال مع اتفاق أهل السنة على أن الطائفتين جميعًا مؤمنتان؛ وأن الاقتتال لا يمنع العدالة الثابتة لهم؛ لأن المقاتل وإن كان باغيا، فهو متأول، والتأويل يمنع الفسوق" (١).

* أما التأويل عند أهل البدع:

فقال شيخ الإسلام في معرض كلامه عن أهل البدع: "وإن كان هؤلاء لهم من الإيمان نصيب وافر من اتباع السنة، لكن فيهم من النفاق بحسب ما تقدموا فيه بين يدي الله ورسوله، وخالفوا الله ورسوله، ثم إن لم يعلموا أن ذلك يخالف الرسول، ولو علموا لما قالوه لم يكونوا منافقين، بل ناقصي الإيمان مبتدعين، وخطؤهم مغفور لهم لا يعاقبون عليه وإن نقصوا به" (٢).

وفي فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية: "وكانت البدع الأولى مثل بدعة الخوارج إنما هي من سوء فهمهم للقرآن، لم يقصدوا معارضته، ولكن فهموا منه ما لم يدل عليه، فظنوا أنه يوجب تكفير أرباب الذنوب" (٣).

وقال: "فإن الخوارج خالفوا السنة التي أمر القرآن باتباعها، وكفروا المؤمنين الذين أمر القرآن بموالاتهم .. وصاروا يتابعون المتشابه من القرآن فيتأولونه على


(١) مجموع الفتاوى ٣/ ٢٢٩، ٢٣٠.
(٢) مجموع الفتاوى ١٣/ ٦٣.
(٣) مجموع الفتاوى ١٣/ ٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>