للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فارس وغيره من اللغويين نحو الأول، إلا أنهم لم يعينوا كونها دودة، بل قال القزاز: الهامة طائر من طير الليل (١) كأنه يعني البومة.

وقال ابن الأعرابي: كانوا يتشاءمون بها، إذا وقعت على بيت أحدهم يقول: نعت إليّ نفسي أو أحدا من أهل داري.

وقال أبو عبيد: كانوا يزعمون أن عظام الميت تصير هامة فتطير، ويسمون ذلك الطائر الصدى. فعلى هذا، فالمعنى في الحديث: لا حياة لهامة الميت. وعلى الأول: لا شؤم بالبومة ونحوها" (٢).

ويتلخص من كلام العلماء أن النهي عن أحد أمور ثلاثة أو عنهم جميعًا:

أولا: أن عظام الميت. وقيل: روحه تنقلب هامة فتطير.

ثانيًا: التشاؤم بالبومة لأنها بزعمهم ناعية له نفسه أو أحد أهله.

ثالثًا: بالتشديد واحدة الهوام دودة تمرض البطن يزعمون أنها تضر بذاتها.

وكل هذه المعاني محل نهي وأشهرها الأول على ما ذكره الراواة.

* فائدة:

يعلق ابن رجب رحمه الله على قولهم: أن الميت إذا مات صارت روحه أو عظامه هامة وهو طائر يطير فيقول: "وهذا شبيه باعتقاد أهل التناسخ أن أرواح الموتى تنتقل إلى أجساد حيوانات من غير بعث ولا نشور، وكل هذه اعتقادات باطلة جاء الإسلام بإبطالها وتكذيبها. ولكن الذي جاءت به الشريعة "إن أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تأكل من ثمار الجنة وترد من أنهار الجنة إلى أن يردها الله تعالى إلى أجسادها يوم القيامة"" (٣).


(١) وانظر أيضًا: النهاية (هـ و م).
(٢) فتح الباري ١٠/ ٢٤١.
(٣) لطائف المعارف ص ١٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>