للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

-صلى الله عليه وسلم- قال: "إن إبراهيم حرّم مكة ودعا لها، وحرَّمت المدينة كما حرَّم إبراهيم مكة، ودعوت لها في مدها وصاعها مثل ما دعا إبراهيم لمكة" (١)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "ولا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص أو ذوب الملح في الماء" (٢)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "طوبى للشام". فقلنا: لأي ذلك يا رسول الله؟ قال: "لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها" (٣).

فمن سكن مكة أو المدينة أو الشام طلبًا لما فيها من البركة التي أخبر عنها النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد وفق إلى خير كثير، بخلاف ما لو طلب التبرك بالتمسح بترابها وجدرانها وأشجارها وغير ذلك مما لم يرد به الشرع فإنه بدعة وكذا المشاعر المقدسة كعرفة ومزدلفة ومنى فهي أماكن مباركة لما في الاقتداء بالرسول -صلى الله عليه وسلم-، بالحصول فيها في الأوقات المشروعة من غفران الذنوب وحصول الأجر الكبير.

ج - أزمنة مباركة خصها الشرع بزيادة فضل وبركة مثل شهر رمضان لما في صيامه من غفران الذنوب وزيادة رزق المؤمن، وغير ذلك.

ومن ذلك ليلة القدر، والعشر الأول من شهر ذي الحجة، ويوم الجمعة، والثلث الأخير من الليل وغير ذلك من الأزمنة التي خصها الشرع بمزية، ويكون فيها من الخير والفضل والبركة الشيء الكثير، والتماس البركة في هذه الأزمنة يكون باتباع ما أرشد إليه النبي -صلى الله عليه وسلم-.

د - ومن الأطعمة المباركة زيت الزيتون فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة" (٤).


(١) أخرجه البخاري (٢١٢٩) واللفظ له، ومسلم (١٣٦٠).
(٢) أخرجه مسلم (١٣٦٣).
(٣) أخرجه الترمذي (٣٩٥٤)، وأحمد (٢١٩٤٢).
(٤) أخرجه الترمذي (١٨٥٢) وأحمد (١٦١٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>