للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أنبيائهم مساجد" (١).

ولمسلم عن جندب بن عبد الله قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يموت بخمس وهو يقول: "إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل فإن الله تعالى قد اتخذني خليلًا كما اتخذ إبراهيم خليلًا، ولو كنت متخذًا من أمتي خليلًا لاتخذت أبا بكر خليلًا، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد إني أنهاكم عن ذلك" (٢).

[أقوال العلماء]

قال ابنُ تَيمِيَّةَ: "فقد نهى عنه في آخر حياته ثم إنه لعن وهو في السياق من فعله. والصلاة عِنْدَها من ذلك، وإن لم يبن مسجد، وهو معنى قولها: خشي أن يُتخذ مسجدًا، فإن الصحابة لم يكونوا ليبنوا حول قبره مسجدًا، وكل موضع قصدت الصلاة فيه فقد اتخذ مسجدًا، بل كل موضع يصلى فيه يسمى مسجدا، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "جعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا". ولأحمد بسند جيد عن ابن مسعود - رضي الله عنه - مرفوعًا: "إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء، والذين يتخذون القبور مساجد"" (٣).

وقد جاءت الأحاديث في تحريم الصلاة إلى القبور.

فعن أبي مرثد الغنوي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تصلوا إلى القبور، ولا تجلسوا عليها" (٤).


(١) أخرجه أحمد (٧٣٥٢). والحميدي رقم (١٠٥٥) وصححه البزار وابن عبد البر كما في تنوير الحوالك ١/ ١٦ وشرح الزرقاني ١/ ٣٥١.
(٢) أخرجه مسلم (٥٣٢).
(٣) الاقتضاء ٢/ ٦٦٨. وانظر: منهاج السنة ١/ ٤٧٥، ٢/ ٤٣٦.
(٤) أخرجه مسلم (٩٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>