للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قبل النهي عن ذلك، إنما هو إذا أتى بصورة التشريك جميعا، وهذا لا يحصل إلا بالواو بخلاف ثم، فإنها لا تقتضي الجمع، إنما تقتضي الترتيب، فإذا أتى بها زالت صورة التشريك والجمع في اللفظ" (١).

[٣ - حكم قول: الله ورسوله أعلم]

جاء في حديث معاذ لما كان رديف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حمار وفيه أنه قال: "الله ورسوله أعلم". وقد يشكل لأنه جمع بين الله ورسوله بالواو مع أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لما قال له الرجل: ما شاء الله وشئت. قال أجعلتني لله ندًا".

قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: "فيقال إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - عنده من العلوم الشرعية ما ليس عند القائل ولهذا لم ينكر الرسول - صلى الله عليه وسلم - على معاذ. بخلاف العلوم الكونية القدرية فالرسول - صلى الله عليه وسلم - ليس عنده علم منها.

فلو قيل: هل يحرم صوم العيدين؟

جاز أن نقول: الله ورسوله أعلم، ولهذا كان الصحابة إذا أشكلت عليهم المسائل ذهبوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيبينها لهم ولو قيل: هل يُتَوقَّعُ نزول مطر في هذا الشهر؟ لم يجز أن نقول: الله ورسوله أعلم لأنه من العلوم الكونية" (٢).

* فالخلاصة أن حكم قول: الله ورسوله أعلم له حالات:

١ - في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي الأمور الشرعية لا مانع من ذلك فقد أطلقه الصحابة كما قال معاذ بن جبل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الله ورسوله أعلم حين سأله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله؟

٢ - بعد موته في الأمور الشرعية وهذه جائزة، وقد ذكرها الشيخ بكر أبو زيد في معجم المناهي اللفظية فقال: "قد جرى إطلاقها عند بعض أهل العلم منهم ابن


(١) تيسير العزيز الحميد ص ٦٠٦ - ٦٠٧.
(٢) مجموع الفتاوى لابن عثيمين ٩/ ٤٥. وانظر: القول المفيد لابن عثيمين ط ١ - ٢/ ٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>