للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

* حكم الاستهزاء بشيء فيه ذكر الله أو القرآن والرسول - صلى الله عليه وسلم -:

بيَّن العلماء أحوال المستهزئين عند تفسير قوله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ}.

قال الإمام أبو بكر بن العربي المالكي: "لا يخلو أن يكون ما قالوه من ذلك جدًّا أو هزلًا وهو كيفما كان كفر فإن الهزل بالكفر كفر لا خلاف فيه بين الأمة فإن التحقيق أخو الحق والعلم والهزل أخو الباطل والجهل" (١).

وقال شهاب الدين الألوسي: "واستدل بعضهم بالآية على أن الجد واللعب في إظهار كلمة الكفر سواء ولا خلاف بين الأئمة في ذلك" (٢).

وقال أبو بكر الجصاص بشأن هذه الآية: "فدل على استواء حكم الجاد والهازل في إظهار كلمة الكفر. ودل أيضًا على أن الاستهزاء بآيات الله أو بشيء من شرائع دينه كفر من فاعله" (٣).

وقال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي: "ومن المعلوم أن الاستهزاء والهزل بشيء من هذه - أي المذكورة في الآية - أشد من الكفر المجرد؛ لأن هذا كفر، وزيادة احتقار وازدراء" (٤).

وقد بوب الإمام محمد بن عبد الوهاب في كتابه التوحيد فقال: "باب من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول" (٥).


(١) أحكام القرآن لابن العربي ٢/ ٩٧٦.
(٢) روح المعاني ٥/ ٣٢٠.
(٣) الجامع لأحكام القرآن ٣/ ١٤٢.
(٤) القول السديد ص ١٢٧.
(٥) كتاب التوحيد ص ١٢٦ مع القول السديد.

<<  <  ج: ص:  >  >>