للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولقد شددت على رضاء شدة ... فتركتها قفرا بقاع أسمحا

وقال ابن إسحاق وكان ذو الكعبات لبكر وتغلب ابني وائل وإياد بسنداد وله يقول أعشى بن قيس بن ثعلبة:

بين الخورنق والسدير وبارق ... والبيت ذو الكعبات في سنداد" (١)

وقال هشام بن السائب الكلبي في كتاب الأصنام: "واستهترت العرب في عبادة الأصنام، فمنهم من اتخذ بيتًا. ومنهم من اتخذ صنمًا. ومن لم يقدر عليه ولا على بناء بيت نصب حجرا أمام خيمة مما استحسن، ثم طاف به كطوافه بالبيت وسموها الأنصاب. فإذا كانت تماثيل سموها الأصنام والأوثان، وسموا طوافهم الدوار. فكان الرجل إذا سافر فنزل منزلًا أخذ أربعة أحجار، فنظر إلى أحسنها فاتخذه ربًا وجعل ثلاثًا لقدره، وإذا ارتحل تركه، فإذا نزل منزلا آخر فعل مثل ذلك. فكانوا ينحرون ويذبحون عندها كلها ويتقربون إليها. وهم على ذلك عارفون فضل الكعبة عليها يحجُّونها ويعتمرون إليها، وكان الذين يفعلون من ذلك في أسفارهم إنما هو للاقتداء منهم بما يفعلون عندها، ولصبابة بها" (٢).

* ذكر بعض الأصنام المشتهرة في الجاهلية:

١ - هبل: وهو أعظم أصنام قريش وكان موجودًا في جوف الكعبة (٣).

قال ابن هشام: "حدثني بعض أهل العلم أن عمرو لحي خرج من مكة إلى الشام في بعض أموره، فلما قدم مآب من أرض البلقاء وبها يومئذ العماليق وهم ولد عملاق ويقال عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح رآهم يعبدون الأصنام فقال لهم: ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدون؟ قالوا له: هذه أصنام نعبدها فنستمطرها


(١) تفسير ابن كثير ٤/ ٢٢٤.
(٢) كتاب الأصنام نقلًا عن حاشية إغاثة اللهفان ١/ ٢٠٨.
(٣) انظر مختصر سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - للشيخ محمد بن عبد الوهاب ص ١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>