للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عليه، أو يسأل بأحد من خلقه، وقد أنكر أئمة الإسلام ذلك (١).

[١٢ - أحوال سؤال السائل للميت]

يتعلق بعض الناس بالأموات ويعلق دعاءه بهم، ولذلك أحوال، فمنهم من يسأل الميت حاجته، ومنهم من يسأل الله تعالى بالميت، ومنهم من يظن أن الدعاء عند القبور مستجاب، ومنهم من يطلب من الميت الدعاء، وسنفصل الكلام في الأحوال السابقة:

الحالة الأول: من يسأل الميت حاجته. وهؤلاء من جنس عباد الأصنام وقد قال تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا (٥٦) أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} [الإسراء:٥٦ - ٥٧].

ومثاله الاستغاثة بغير الله، كأن يقول: يا سيدي فلانا أغثني، أدركني، أعني، أو ارزقني، انصرني على عدوي، أو على من ظلمني، مددا يا سيدي، شيئا لله يا أهل الله، نظرة إلينا بعين الرضا، أو أنا في حسبك، وغير ذلك من الصور الكثيرة؛ فكل هذا شرك وضلال يستتاب صاحبه فإن تاب وإلا قتل. قال ابن باز: "أما دعاء الميت والاستغاثة به وطلب المدد منه فكل ذلك من الشرك الأكبر. وهو من عمل عباد الأوثان في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - من اللات والعزى ومناة وغيرها من أصنام الجاهلية وأوثانها" (٢).

الحالة الثانية: أن يسأل الله تعالى بالميت. وهو من البدع المحدثة في الإسلام وهذا ليس كالذي قبله فإنه لا يصل إلى الشرك الأكبر. فقول بعض الناس: أتوسل إليك بنبيك، أو بأنبيائك، أو بملائكتك، أو بالصالحين من عبادك، أو بحق الشيح


(١) إغاثة اللهفان ١/ ٢١٦.
(٢) الفتاوى ص ٧٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>