للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والمراد بالنفي: نفي الإلهية عما سوى الله تعالى من سائر المخلوقات. فتنفي جميع ما يعبد من دون الله فلا يستحق أن يعبد غيره.

والمراد بالإثبات: إثبات الإلهية لله سبحانه، فهو الإله الحق المستحق للعبادة وما سواه من الآلهة التي اتخذها المشركون فكلها باطلة {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ} [الحج:٦٢].

[فائدة]

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "جملة "لا إله إلا الله" مشتملة على نفي وإثبات، أما النفي فهو: "لا إله" وأما الإثبات فهو: إلا الله. و"الله" لفظ الجلالة بدل من خبر لا المحذوف والتقدير: لا إله حق إلا الله وبتقديرنا الخبر بهذه لكلمة: حق؛ يتبين الجواب عن الإشكال التالي: وهو كيف يقال: لا إله إلا الله؛ أن هناك آلهة تُعبد من دون الله، وقد سماها الله تعالى آلهة وسماها عابدوها آلهة، قال الله تبارك وتعالى: {فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ} [هود:١٠١]، وكيف يمكن أن نثبت الألوهية لغير الله عزَّ وجلَّ والرسل يقولون لأقوامهم: {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [الأعراف:٧٣].

والجواب على هذا الإشكال: يتبين بتقدير الخبر في "لا إله إلا الله" فنقول: هذه الآلهة التي تعبد من دون الله هي آلهة لكنها آلهة باطلة ليست آلهة حقة وليس لها من حق الألوهية شيء، يدل لذلك قول تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (٣٠)} [لقمان: ٣٠].

إذن فمعنى "لا إله إلا الله" لا معبود حق إلا الله عزَّ وجلَّ، فأما المعبودات سواه فإن ألوهيتها التي يزعمها عابدوها ليست حقيقية أي ألوهية باطلة" (١).


(١) فتاوى ابن عثيمين ٦/ ٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>