للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال أيضًا: "أفيظن أن قوم موسى لما قالوا اجعل لنا إلها خرجوا من الإسلام أفيظن أن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما قالوا اجعل لنا ذات أنواط، فحلف لهم أن هذا مثل قول قوم موسى: اجعل لنا إلهًا أنهم خرجوا من الإسلام؟ أيظن أن النبي -رضي الله عنه- لما سمعهم يحلفون بآبائهم فنهاهم وقال: "من حلف بغير الله فقد أشرك" أنهم خرجوا من الإسلام؟ إلى غير ذلك من الأدلة التي لا تحصر، فلم يفرق بين الشرك المخرج عن الملة من غيره ولم يفرق بين الجاهل والمعاند" (١).

وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمهُ اللهُ: "وظنوا أن هذا الأمر محبوب عند الله وقصدوا التقرب به، وإلا فهم أجَلُّ قدرًا من أن يقصدوا مخالفة النبي -صلى الله عليه وسلم-" (٢).

وقال ابن باز رحمهُ اللهُ: "وهكذا هؤلاء قالوا مثل أولئك جهلًا ولم يكونوا يعرفون حكمه لأنهم حدثاء عهد بكفر" (٣).

[٢ - أن الصحابة لم يفعلوا ذلك وأنهم لو فعلوا لكفروا]

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب: "وللمشركين شبهة أخرى يُدْلون بها عند هذه القصة وهي أنهم يقولون: إن بني إسرائيل لم يكفروا بذلك. وكذلك الذين قالوا للنبي -صلى الله عليه وسلم-: "اجعل لنا ذات أنواط" لم يكفروا.

فالجواب: أن نقول: إن بني إسرائيل لم يفعلوا ذلك، وكذلك الذين سألوا النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- لم يفعلوا ذلك، ولا خلاف أن بني إسرائيل لو فعلوا ذلك لكفروا.

وكذلك لا خلاف في أن الذين نهاهم النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- لو لم يطيعوه، واتخذوا ذات أنواط بعد نهيه لكفروا، وهذا هو المطلوب" (٤).


(١) تاريخ نجد ص ٢٥٣.
(٢) فتح المجيد ص ١٦٠.
(٣) من شرح الشيخ ابن باز على كتاب التوحيد باب من تبرك بشجر أو حجر ونحوها.
(٤) كشف الشبهات ص ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>