للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال قتادة: "كان أولئك القوم من لخم، وكانوا نزولًا بالرقة فقالت بنو إسرائيل لما رأوا ذلك قالوا: يا موسى اجعل لنا إلهًا أي مثالًا نعبده كما لهم آلهة، ولم يكن ذلك شكًا من بني إسرائيل في وحدانية الله وإنما معناه اجعل لنا شيئًا نعظمه ونتقرب بتعظيمه إلى الله وظنوا أن ذلك لا يضر الديانة وكان ذلك لشدة جهلهم قال موسى: إنكم قوم تجهلون" (١).

وقال النسفي: "فوصفهم بالجهل المطلق وأكده أن هؤلا يعنى عبدة تلك التماثيل متبر ما هم فيه أي يتبر الله ويهدم دينهم الذي هم عليه" (٢).

وقال الشيخ سليمان بن عبد الله: ""ونحن حدثاء عهد بكفر" أي: قريبو عهد بكفر، ففيه دليل أن غيرهم لا يجهل هذا، وأن المنتقل من الباطل الذي اعتاده قلبه لا يأمن أن يكون في قلبه بقية من تلك العادات الباطلة، ذكره المصنف" (٣).

وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب: "ولا خلاف أن بني إسرائيل لم يفعلوا وكذلك الذين سألوا النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يفعلوا ولا خلاف أن بني إسرائيل لو فعلوا ذلك لكفروا وكذلك لا خلاف أن الذين نهاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- لو لم يطيعوه واتخذوا ذات أنواط بعد نهيه لكفروا وهذا هو المطلوب، ولكن القصة تفيد أن المسلم بل العالم قد يقع في أنواع من الشرك وهو لا يدري عنها فتفيد لزوم التعلم والتحرز ... وتفيد أيضًا أن المسلم المجتهد إذا تكلم بكلام كفر وهو لا يدري فنبه على ذلك فتاب من ساعته أنه لا يكفر كما فعل بنو إسرائيل والذين سألوا النبي -صلى الله عليه وسلم-" (٤).


(١) تفسير البغوي لقوله تعالى: {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ} سورة الأعراف، الآية ١٣٨.
(٢) تفسير النسفي لقوله تعالى: {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ} فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم سورة الأعراف، الآية ١٣٨.
(٣) تيسير العزيز الحميد ص ١٨١.
(٤) كشف الشبهات ص ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>