للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَانتكَسَ (١)، وَإِذا شيكَ فَلا انتَقَشَ (٢)، طُوبَى (٣) لِعَبْدٍ آخِذٍ بعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبيلِ الله، أَشْعَثَ رَأْسُه، مُغْبَرَّةٍ قَدَمَاه، إِنْ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ، وَإِنْ كَانَ فِي السَّاقَةِ كَانَ فِي السَّاقَةِ إِنْ اسْتَأْذنَ لَمْ يُؤْذنْ لَه، وَإِنْ شَفَعَ لَمْ يُشَفَّعْ" (٤).

عن أبي كعب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بشر هذه الأمة بالسناء (٥) والرفعة والدين والنصر والتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب" (٦).

وعن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من كانت الدنيا همه فرَّق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن كانت الدنيا الآخرة نيته جمع الله له أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة" (٧).

وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من طلب العلم ليماري به السفهاء، أو ليباهي له العلماء، أو ليصرف وجوه الناس إليه فهو في النار" (٨).

* أقوال السلف:

عن علي - رضي الله عنه - أنه ذكر فتنًا في آخر الزمان فقال له عمر: متى ذلك يا علي؟ قال: "إذا تُفقه لغير الدين، وتُعلّم العلم لغير العمل، والتُمست الدنيا بعمل الآخرة" (٩).


(١) دعاء عليه بالخيبة. قال الطيبي: وفيه الترقي بالدعاء عليه لأنه إذا تعس انكب على وجهه فإذا انتكس انقلب على رأسه بعد أن سقط (تيسير العزيز الحميد ص ٥٤٣).
(٢) إذا أصابته شوكة فلا يقدر على انتقاشها وهو إخراجها بالمنقاش.
(٣) اسم الجنة وقيل هي شجرة فيها، وقيل العيش الطيب.
(٤) أخرجه البخاري (٢٨٨٧).
(٥) قال ابن الأثير: "أي بارتفاع المنزلة والقَدر عند الله تعالى" النهاية ٢/ ٤١٤.
(٦) أخرجه الإمام أحمد (٢١٥٣٩) واللفظ له، وابن حبان في صحيحه (٤٠٥)، والحاكم (٤/ ٣١٨) وصححه.
(٧) أخرجه ابن ماجه (٤١٠٥) واللفظ له، وأحمد (٢١٩٢٥)، والطبراني في الكبير (٤٨٩٠).
(٨) أخرجه ابن ماجه (٢٥٣). ورواه الترمذي من حديث كعب بن مالك وقال: حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه (٢٦٥٤)، والطبراني في الكبير ١٩/ ١٩٩.
(٩) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه ١١/ ٣٦٠، والمنذري في الترغيب والترهيب ١/ ٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>