للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[فوائد وأحكام]

[١ - تاريخ المشاهد]

إن من أعظم الفتن والبلايا التي وقعت عند المسلمين بعد القرون الثلاثة المفضلة تعظيم قبور الأنبياء والأولياء والصالحين والغلو فيها، واتخاذها مزارات ومشاهد، ويحدد ابن تيمية وقت ظهورها بقوله: "وذلك من دولة المقتدر في أواخر المائة الثالثة فإنه إذ ذاك ظهرت القرامطة العبيدية بأرض المغرب ثم جاءوا بعد ذلك إلى أرض مصر" (١).

فأول من أدخل هذه البدع عند المسلمين هم الشيعة الروافض - قبّحهم الله - على يد الدولة العبيدية حين ضعفت خلافة بقي العباس (٢)، ثم تبعهم في ذلك أصحاب الطرق الصوفية فأشاعوها بين المسلمين (٣).

قال ابن تيمية رحمه الله: "فالمقصود أن هذا المشهد إنما أحدث في دولة الملاحدة دولة بني عبيد. وكان فيهم من الجهل والضلال ومعاضدة الملاحدة وأهل البدع من المعتزلة والرافضة أمور كثيرة، ولهذا كان في زمنهم قد تضعضع الإسلام تضعضعا كثيرًا، ودخلت النصارى إلى الشام، فإن بني عبيد ملاحدة منافقون ليس لهم غرض في الإيمان بالله ورسوله، ولا في الجهاد في سبيل الله، بل في الكفر والشرك ومعاداة الإسلام بحسب الإمكان، وأتباعهم كلهم أهل بدع وضلال، فاستولت النصارى في دولتهم على أكثر الشام، ثم قيض الله من ملوك السنة مثل: نور الدين، وصلاح الدين، وإخوته وأتباعهم ففتحوا بلاد الإسلام، وجاهدوا


(١) مجموع الفتاوى ٢٧/ ٤٦٦.
(٢) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ٢٧/ ١٦٧، ٤٦٦. وانظر شفاء الصدور ص ١١٢.
(٣) راجع كتاب الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة لعبد الرحمن عبد الخالق ص ٤٠٢، ٤٠٣ وكتاب التبرك للجديع ص ٣٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>