للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْكُفْرِ بَعْدَ إِذ أَنقَذَهُ الله وَحَتَّى يَكُونَ الله وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا" (١).

قال ابن رجب رحمه الله: "فمن أحب الله ورسوله محبة صادقة من قلبه أوجب له ذلك أن يحب بقلبه ما يحبه الله ورسوله، ويكره ما يكرهه الله ورسوله، ويرضى ما يرضي الله ورسوله، ويسخط ما يسخط الله ورسوله، وأن يعمل بجوارحه بمقتضى هذا الحب والبغض، فإن عمل بجوارحه شيئا يخالف ذلك فإن ارتكب بعض ما يكرهه الله ورسوله أو ترك بعض ما يحبه الله ورسوله مع وجوبه والقدرة عليه دل ذلك على نقص محبته الواجبة فعليه أن يتوب من ذلك ويرجع إلى تكميل المحبة الواجبة.

قال أبو يعقوب النهرجوري: "كل من ادعى محبة الله تعالى ولم يوافق الله في أمره فدعواه باطل، وكل محب ليس يخاف الله فهو مغرور".

وقال يحيى بن معاذ: "ليس بصادق من ادعى محبة الله ولم يحفظ حدوده".

وسئل رويم عن المحبة فقال: "الموافقة في جميع الأحوال"" (٢).

[أحكام وفوائد]

[١ - حب الله فرض وواجب]

يجب تقديم محبة الله ومحبة ما يحبه الله من الأشخاص والأعمال على محبة ما سواه. يدل على ذلك قول الله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ} [التوبة: ٢٤]. قال الذهبي: قال أبو الفتح عبد الرحيم خادم ابن خفيف: سمعت الشيخ يقول: "سَأَلَنا يوما أبو العباس بن سريج ونحن نحضر مجلسه للفقه، فقال: أمحبة الله فرض أو لا؟ فقلنا: فرض. قال: ما الدليل؟ فما فينا من أجاب بشيء،


(١) أخرجه البخاري (٦٠٤١).
(٢) جامع العلوم والحكم ص ٥٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>