للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧ - شروط الشهادتين (١):

جاء عن إياس بن أبي تميمة قال: "شهدت الحسن في جنازة أبي رجاء على بغله، والفرزدق إلى جنبه على بعير، فقال له الفرزدق: قد استشرفنا الناس، يقولون: خير الناس، وشر الناس، قال: يا أبا فراس، كم من أشعث أغبر ذي طمرين خير مني! وكم من شيخ مشرك أنت خير منه! ما أعددت للموت؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله قال: إن معها شروطًا، فإياك وقذف المحصنة. قال: هل من توبة؟ قال: نعم" (٢).

وقال ابن رجب: "وقالت طائفة من العلماء: المراد من هذه الأحاديث أن لا إله إلا الثد سبب لدخول الجنة والنجاة من النار، ومقتضٍ لذلك. ولكن المقتضي لا يعمل عمله إلا باستجماع شروطه وانتفاء موانعه، فقد يتخلف عنه مقتضاه لفوات شرط من شروطه أو لوجود مانع. وهذا قول الحسن ووهب بن منبه وهو الأظهر" (٣).

وقد نظم الشيخ حافظ الحكمي الشروط في الأبيات التالية:

وبشروط سبعةٍ قد قُيِّدت ... وفي نصوصِ الوحي حقًا وردت

فإنه لم ينتفع قائلُها ... بالنُطقِ إلا حيث يستكملها

العلمُ واليقينُ والقبولُ ... والانقيادُ فادرِ ما أقولُ

والصدقُ والإخلاصُ والمحبةُ ... وفَّقكَ الله لما أحبَّه (٤)

ونظمها بعضهم بقوله:

علمٌ يقينٌ وإخلاصٌ وصدقُك ... مع محبةٍ وانقيادٍ والقبول لها (٥)


(١) تيسير العزيز الحميد ص ١٤٦. فتح المجيد ص ١١٣. حاشية كتاب التوحيد لابن قاسم ص ٧١.
(٢) ينظر: سير أعلام النبلاء ٤/ ٥٨٤ و ١/ ١٦٢.
(٣) كلمة الإخلاص وتحقيق معناها لابن رجب ٩، ١٠.
(٤) وقد شرحها رحمه الله في كتابه معارج القبول ٢/ ٤١٨، ٤٣٤.
(٥) ينظر: حاشية كتاب التوحيد لابن قاسم، ص ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>