للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خليلًا، ولكن صاحبكم خليل الله" (١).

* فائدة: قال شارح الطحاوية: "واعلم أن وصف الله تعالى بالمحبة والخُلَّة هو كما يليق بجلال الله تعالى وعظمته كسائر صفاته تعالى" (٢).

* العلاقة بين الخلة والعبودية:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ولفظ "العبودية" يتضمن كمال الذل وكمال الحب، فإنهم يقولون قلب متيم إذا كان متعبدا للمحبوب، والتيم التعبد، وتيم الله عبده، وهذا أعلى الكمال حصل لإبراهيم ومحمد - صلى الله عليهما وسلم - ولهذا لم يكن له من أهل الأرض خليل، إذ الخلة لا تحتمل الشركة، فإنه كما قيل في المعنى:

قد تخللت مسلك الروح مني ... وبذا سُمي الخليل خليلا

بخلاف أصل الحب فإنه - صلى الله عليه وسلم - قد قال في الحديث الصحيح في الحسن وأسامة: "اللهم إني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما".

وسأله عمرو بن العاص: "أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة. قال: فمن الرجال؟ قال أبوها".

وقال لعلي - رضي الله عنه -: "لأعطينَّ الراية رجلًا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله"، وأمثال ذلك كثير.

وقد أخبر تعالى أنه يحب المتقين ويحب المحسنين ويحب المقسطين ويحب التوابين ويحب المتطهرين ويحب الذين يقاتلون في سبيله صفًا كأنهم بنيان مرصوص، وقال {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة:٥٤]. فقد أخبر بمحبته


(١) أخرجه مسلم (٢٣٨٣)، والترمذي (٣٦٥٦).
(٢) شرح الطحاوية ١/ ١٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>