للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العبادات إلى حد يخرج عن سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم-.

النوع الرابع: ما يكون بتخصيص وقت للعبادة المشروعة لم يخصصه الشرع كتخصيص يوم النصف من شعبان وليلته بصيام وقيام. فإن أصل الصيام والقيام مشروع ولكن تخصيصه بوقت من الأوقات يحتاج إلى دليل" (١).

[٢ - مناقشة تقسيم البدع إلى حسنة وسيئة]

أثّر تقسيم العلماء البدع إلى حسنة وسيئة أو إلى بدعة هدى وبدعة ضلال في إثارة شبه عند المبتدعة لإظهار بدعهم.

قال الشيخ ابن عثيمين: "وإنك لتعجب من قوم يعرفون قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار" ويعلمون أن قوله: "كل بدعة" كلية عامة شاملة، مسورة بأقوى أدوات الشمول والعموم "كل"، والذي نطق بهذه الكلية صلوات الله وسلامه عليه يعلم مدلول هذا اللفظ وهو أفصح الخلق، وأنصح الخلق للخلق لا يتلفظ إلا بشيء يقصد معناه. إذًا فالنبي -صلى الله عليه وسلم- حينما قال: "كل بدعة ضلالة" كان يدري ما يقول، وكان يدري معنى ما يقول، وقد صدر هذا القول منه عن كمال نصح للأمة" (٢).

ومما تعلقوا به في إثبات التقسيم ما يلي:

١ - قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الموفق للصواب حينما أمر أبي بن كعب وتميمًا الداري أن يقوما بالناس في رمضان، فخرج والناس على إمامهم مجتمعون فقال: "نعمت البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون".

قال الشيخ ابن عثيمين: "فالجواب عن ذلك من وجهين:

الوجه الأول: أنه لا يجوز لأحد من الناس أن يعارض كلام الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأي


(١) محاضرات في العقيدة والدعوة ١/ ١٠٧ للشيخ صالح الفوزان.
(٢) مجموع فتاوى ابن عثيمين ٥/ ٢٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>