كلام، لا بكلام أبي بكر الذي هو أفضل الأمة بعد نبيها، ولا بكلام عمر الذي هو ثاني هذه الأمة بعد نبيها، ولا بكلام عثمان الذي هو ثالث هذه الأمة بعد نبيها، ولا بكلام علي الذي هو رابع هذه الأمة بعد نبيها، ولا بكلام أحد غيرهم لأن الله تعالى يقول:{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[النور: ٦٣]. قال الإمام أحمد رَحِمَهُ الله:"أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك لعله إذا رد بعض قول النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك".
وقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتقولون: قال أبو بكر وعمر".
الوجه الثاني: أننا نعلم علم اليقين أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- من أشد الناس تعظيمًا لكلام الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم- فلا يليق بعمر -رضي الله عنه- وهو من هو أن يخالف كلام سيد البشر محمد -صلى الله عليه وسلم- وأن يقول عن بدعة:"نعمت البدعة" وتكون هذه البدعة هي التي أرادها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقوله:"كل بدعة ضلالة" بل لا بد أن تنزل البدعة التي قال عنها عمر: إنها "نعمت البدعة" على بدعة لا تكون داخلة تحت مراد النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله:"كل بدعة ضلالة" فعمر -رضي الله عنه- يشير بقوله:"نعمت البدعة هذه" إلى جمع الناس على إمام واحد بعد أن كانوا متفرقين، وكان أصل قيام رمضان من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد ثبت في الصحيحين من حديث عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قام في الناس ثلاث ليال وتأخر عنهم في الليلة الرابعة وقال:"إني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها". فقيام الليل في رمضان جماعة من سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، وسماها عمر -رضي الله عنه- بدعة باعتبار أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما ترك القيام صار الناس متفرقين يقوم الرجل لنفسه، ويقوم الرجل ومعه الرجل، والرجل ومعه الرجلان، والرهط، والنفر في المسجد، فرأى أمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه- برأيه السديد