للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال في الآية الأخرى: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (١٢٣) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (١٢٤) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (١٢٥) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (١٢٦)} [طه: ١٢٣ - ١٢٦] " (١).

[٣ - ما يضاد التوحيد ويناقضه]

يضاد التوحيد نواقض قولية واعتقادية وعملية. وسيأتي ذكر ذلك في باب نواقض الإسلام ولكن نذكر شيئًا عنها لمناسبة الباب.

والنواقض على نوعين:

النوع الأول: ما ينقض أصل التوحيد، كالشرك الأكبر، والنفاق الاعتقادي، وترك الصلاة عمدًا أو تهاونًا على الصحيح من قولي العلماء.

النوع الثاني: نواقض كمال التوحيد، مع بقاء أصله، كالشرك الأصغر بصوره، والنفاق العملي وكذلك كبائر الذنوب فإنها لا تزيل التوحيد والإيمان وإنما تؤثر على كماله وتمامه.

قال الحافظ ابن رجب: "فمن أشرك مخلوقًا في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهية، كان ذلك قدحا في إخلاصه في قوله: لا إله إلا الله، ونقصا في توحيده، وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك وهذا كله من فروع الشرك.

ولهذا ورد إطلاق الكفر والشرك على كثير من المعاصي التي منشؤها من طاعة غير الله، أو خوفه، أو رجائه، أو التوكل عليه، أو العمل لأجله كما ورد إطلاق الشرك على الرياء، وعلى الحلف بغير الله، وعلى التوكل على الله، والاعتماد


(١) مجموع الفتاوى ٢٠/ ١٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>