فليتوسل إليه باسم مناسب له من أسماء الله الحسنى، فمن دعاه لحصول رزق فليسأله باسمه الرزاق ولحصول رحمة ومغفرة فباسمه الرحيم الرحمن البر الكريم، العفو الغفور التواب، ونحو ذلك.
وأفضل من ذلك أن يدعوه بأسمائه وصفاته ودعاء العبادة. وذلك باستحضار معاني الأسماء الحسنى وتحصيلها في القلوب حتى تتأثر القلوب بآثارها ومقتضياتها، وتمتلئ بأجل المعارف. فمثلًا: أسماء العظمة والكبرياء والمجد والجلال والهيبة تملأ القلب تعظيمًا لله وإجلالًا له. وأسماء الجمال والبر والإحسان والرحمة والجود تملأ القلب محبة لله وشوقًا له وحمدًا وشكرًا له، وأسماء العز والحكمة والعلم والقدرة تملأ القلب خضوعًا لله وخشوعًا وانكسارًا بين يديه، وأسماء العلم والخبرة والإحاطة والمراقبة والمشاهدة تملأ القلبَ مراقبةً لله في الحركات والسكنات وحراسة للخواطر عن الأفكار الردية والإرادات، وأسماء الغنى واللطف تملأ القلب افتقارًا واضطرارًا إليه، والتفاتًا إليه كل وقت، في كل حال.
فهذه المعارف التي تحصل للقلوب بسبب معرفة العبد بأسمائه وصفاته وتعَبُّدِه بها لله لا يُحَصِّلُ العبدُ في الدنيا أجلَّ ولا أفضلَ ولا أكملَ منها، وهي أفضلُ العطايا من اللهَ لعبده، وهي روح التوحيد ورَوْحُه، ومن انفتح له هذا الباب انفتح له باب التوحيد الخاص، والإيمان الكامل الذي لا يحصل إلا للكُمَّل من الموحدين" (١).
[وضد توحيد الأسماء والصفات الإلحاد]
ومعنى الإلحاد في أسماء الله: الميل بها عما تدل عليه من المعاني الحقيقية
(١) القول السديد ص ١٣٣، ١٣٤، وانظر للاستزادة في هذا أحكام القرأن للقرطبي ٢/ ٨١٥، والقواعد المثلى لابن عثيمين ص ١٨.