للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

* موقف الإمام مالك رحمهُ اللهُ من القول بنقص الإيمان:

عن إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال: سئل مالك الإيمان: يزيد وينقص؟ فقال: يزيد وذلك في كتاب الله، فقيل له: وينقص يا أبا عبد الله؟ قال: ولا أزيد أن أبلغ هذا.

وعن عبد الرحمن بن القاسم قال: كان مالك يقول: الإيمان يزيد، وتوقف في النقصان، وقال: ذكر الله زيادته في غير موضع، فدع الكلام في نقصانه، وكف عنه (١).

وقد تكلم شيخ الإسلام ابن تيمية عن رواية الإمام مالك هذه فقال: "ولهذا أهل السنة والحديث على أنه يتفاضل، وجمهورهم يقولون: يزيد وينقص، ومنهم من يقول: يزيد، ولا يقول: ينقص، كما روي عن مالك في إحدى الروايتين" (٢).

وذكر سبب ذلك فقال: "إنه توقف عن القول بالنقصان لعدم ذكر النقص في القرآن وأن الله لم ينص إلا على زيادته ... وكان بعض الفقهاء من أتباع التابعين لم يوافقوا في إطلاق النقصان عليه؛ لأنهم وجدوا ذكر الزيادة في القرآن، ولم يجدوا ذكر النقص وهذا إحدى الروايتين عن مالك، والرواية الأخرى عنه، وهو المشهور عند أصحابه كقول سائرهم: إنه يزيد وينقص" (٣).

وبهذا تعلم أن زيادة الإيمان قال به جميع أهل السنة وكذلك نقص الإيمان قال به عامة أهل السنة ومن توقف فيها فإنه رجع إلى القول بأنه ينقص قال الإمام عبد الرزاق: "سمعت سفيان الثوري ومعمر وابن جريج ومالك بن أنس وسفيان بن عيينة يقولون: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص. فقلنا لعبد الرزاق فما تقول


(١) التمهيد ٩/ ٢٥٢.
(٢) كتاب الإيمان ص ٢١٠.
(٣) الفتاوى ٧/ ٥٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>