للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٥٩ - المسرة بانخفاض دين الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو الكراهية لانتصار دينه *

وهذا من صفات المنافقين نفاقا أكبر قال الله تعالى: {إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ} [التوبة: ٥٠]. قال الشوكاني رحمه الله: "وهذا نوع آخر من خبث ضمائر المنافقين وسوء أفعالهم، والإخبار بعظيم عداوتهم لرسول الله وللمؤمنين، فإن المساءة بالحسنة، والفرح بالمصيبة من أعظم ما يدل على أنهم في العداوة قد بلغوا الغاية" (١).

ويقول ابن حزم رحمه الله: " ... وأما الذي أخبر الله تعالى بأنه إن أصابت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيئة ومصيبة تولوا وهم فرحون، أو أنه إن أصابته حسنة ساءتهم فهؤلاء كفار بلا شك" (٢).

وفي قوله تعالى: {لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ} [التوبة: ٤٨]. يقول الإمام الطبري رحمه الله: "لقد التمس هؤلاء المنافقون الفتنة لأصحابك يا محمد، التمسوا صدّهم عن دينهم، وحرصوا على ردّهم إلى الكفر بالتخذيل عنه ... {وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ} يقول: وأجالوا فيك وفي إبطال الدين الذي بعثك به الله الرأيَ بالتخذيل عنك،


* القول المفيد لابن عثيمين ط ١ - ١/ ٦٣، نواقض الإيمان الاعتقادية د: الوهيبي ٢/ ١٦٩.
(١) فتح القدير ٢/ ٣٦٨، ٣٦٩.
(٢) المحلى ١١/ ٢٠٥، ٢٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>