من الأضرار الكثيرة وتعطيل المصالح والتشبه بأعداء الإسلام. وبذلك يعلم أن الواجب على قادة المسلمين وأعيانهم ترك هذا الإحداد والسير على نهج سلفنا الصالح من الصحابة ومن سلك سبيلهم، والواجب على أهل العلم تنبيه الناس على ذلك وإعلامهم به أداء لواجب النصيحة وتعاونًا على البر والتقوى.
ولما أوجب الله سبحانه من النصيحة لله ولكتابه ولرسوله -صلى الله عليه وسلم- ولأئمة المسلمين وعامتهم رأيت تحرير هذه الكلمة الموجزة. وأسأل الله -عز وجل- أن يوفق قادة المسلمين وعامتهم لكل ما فيه رضاه والتمسك بشريعته والحذر مما خالفها، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا جميعًا إنه سميع الدعاء قريب الإجابة. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وأصحابه" (١).
* التحذير من التعظيم المحرم:
حذر العلماء من الغلو في الرسول -صلى الله عليه وسلم- أو الأنبياء والملائكة أو القبور. ومن التعظيم المحرم الغلو في حق المخلوق كرفع النبي -صلى الله عليه وسلم- فوق منزلته التي أنزله الله إياه ومن هذا قول البوصيري:
فإن من جودك الدنيا وضرتها ... ومن علومك علم اللوح والقلم
فجعل الدنيا والآخرة من جود محمد -صلى الله عليه وسلم- وادعى له علم الغيب الذي استأثر الله به سبحانه وهو علم اللوح والقلم. قال الشيخ سليمان بن عبد الله: "وكل ذلك كفر صريح. ومن العجب أن الشيطان أظهر لهم ذلك في صورة محبته -عليه السلام- وتعظيمه ومتابعته، هذا شأن اللعين لا بد وأن يمزج الحق بالباطل ليروج على أشباه الأنعام اتباع كل ناعق، الذين لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجؤوا إلى ركن
(١) مجلة البحوث العدد الرابع من المجلد الأول عام ١٣٩٨ ص ٣١٠، ٣١١. فتاوى ابن باز ص ٧٣٩.